الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات القـلـم الحـر: حـرمـنـا من مـارتـن لـوثـر مـسـلـم

نشر في  24 فيفري 2016  (11:15)

بقلم: عفيف البوني


من بين أهم أسباب تقدم الغربيين والمسيحيين، ما قام به رجل الدين والمفكر اﻷلماني مارتن لوثر في القرن 16م ومن بين أهم اﻷسباب التي أبقت على الهوة الكبيرة التي تفصل بين تقدمهم وتأخرنا 5 قرون كاملة، استمرار وتأخر عدم ظهور مارتن لوثر عربي مسلم، حتى يفعل عندنا ما فعله
مارتن لوثر بما تعلمه من ابن رشد من كتبه التي ترجمت الى اللاتينية وفيها التفكير العقلي الرشدي واﻷرسطي او الفلسفي اليوناني بعد أن أحرق رجال دين اﻹسلام كتب ابن رشد بالعربية حين كفروه وسفهوا عقله الثاقب مثلما اتهمه الغزالي الموصوف بأنه حجة اﻹسلام حيث اتهمه بالتهافت وهو الذي صمت عن احتلال الصليبيين للقدس.


نعم تعلّم المسيحيون ومنهم مارتن لوثر من العقل الرشدي. وفي مدخل جامعة مونبيلي على بعد 1000 ميل من اﻷندلس حيث أحرقت الكتب، توجد تماثيل ﻷشهر علمائنا القدامى وقد تأسست في 1291 (مات ابن رشد سنة 1170 ).

بعد 90 سنة من اختراع غوتنبيرغ للمطبعة وبعد 48 سنة من سقوط اﻷندلس، وبعد50 سنة من اﻹبداع العلمي لغاليلي، وبعد 3 سنوات من ابداع علمي آخر لكوبرنيك، أعلن لوثر نقده خاصة في 1517 للبابا وللكهنوت ورفض 95 قرارا دينيا مفروضا على المسيحيين الكاثوليك باسم الرب والمسيح.

وهكذا تمرد ونقد  ونادى بالحركة اﻹصلاحية حيث قرر بعد إدانة الكنيسة له، أن يختفي وأن يناضل من أجل تحرير المسيح والمسيحية والمسيحيين الكاثوليك من أسر البابا والكنيسة، وفعلها حين تزوج خلافا لحظر الزواج عن رجل الدين فملك عقله وجسده، ونادى برفض اﻹذعان لشراء صكوك الغفران ورفض محاكم التفتيش، بل قام بسبق عظيم حين ترجم لأول مرة الكتاب المقدس من اللاتينية الى اﻷلمانية فأنهى احتكار رجال الدين اﻹنفراد بذلك الكتاب وباللغة اللاتينية أي أنهى وساطتهم الموهومة مع الرب، وهكذا اسس المذهب البروتستنتي اﻹحتجاجي.

وانتهت الحروب الدينية باتفاقية ويست فاليا 1648، وبموجبها صارت الدول لها كل السيادة وللمسيحيين الحرية الشخصية في اختيار المذاهب الدينية.

ما أحوجنا نحن العرب والمسلمين الى مارتن لوثر مسلم في هذا الزمن حتى يكمل ما بدأه محمد عبدة وعلي عبد الرازق وكمال أتاتورك والطاهر الحداد والحبيب بورقيبة في ما ﻻ صلة له باﻹستبداد.